منتدى البداية
لا تتردد فى الانضمام لمن يمد لك يده لبدء حياة فيها ماينفعك عند ربك
منتدى البداية
لا تتردد فى الانضمام لمن يمد لك يده لبدء حياة فيها ماينفعك عند ربك
منتدى البداية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى اٍسلامى ثقافى لمن يريد نقطة بداية حقيقية فى حياته .فمن كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة.
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كلمات حق أريد بها باطل

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رحيق الجنه
مشرف
مشرف
رحيق الجنه


عدد المساهمات : 399
النقاط : 753
التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: كلمات حق أريد بها باطل   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالخميس 04 مارس 2010, 5:48 pm

كلمات حق أريد بها باطل

الشيخ محمد صالح المنجد



عناصر الموضوع:

1. أساليب الطعن والتشكيك في الدين.

.بعض الشبه والرد عليها.
الإنسان مخير بين الأديان.
الإسلام دين المحبة.
القرآن حمّال أوجه.
أنتم أعلم بأمور دنياكم.
إلغاء الحدود الشرعية.
ضوابط المصلحة المعتبرة.
تجديد الخطاب الديني.
الضرورات تبيح المحظورات.
الإسلام دين الوسطية.
الدين يسر.
تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان.
الدين ليس ملكاً لأحد.
لا إنكار في مسائل الخلاف.
النساء شقائق الرجال.
.الواجب علينا تجاه هذه الشبهات وغيرها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الجنه
مشرف
مشرف
رحيق الجنه


عدد المساهمات : 399
النقاط : 753
التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات حق أريد بها باطل   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالخميس 04 مارس 2010, 5:49 pm

الحمد لله وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أساليب الطعن والتشكيك في الدين

نحمد الله الذي أنزل علينا ديناً قيماً، ورضيه لنا وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3)، فهو أكمل الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلها {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}(سورة النساء:125)، أمرنا الله أن نتمسك به، وأن لا نموت حتى نكون ثابتين عليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(سورة آل عمران:102)، وأخبرنا أنه لا يقبل غيره، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(سورة آل عمران:85)، وهذا الدين له نصوص من الكتاب والسنة، والوحي المبين، ولقد حاول أعداء الإسلام الطعن فيه والتشكيك ولكن بارت مؤامرتهم وخابت جهودهم، وبقي دين الإسلام منصوراً، وفي العالمين متألقاً، فيه هذا الصوت للنبي بشيراً ونذيراً، ولقد خابت تلك المساعي وعلم أعداؤه أنه لا يمكن القضاء عليه، ولكن لا زالت محاولاتهم في الطعن والتشكيك ومحاولة الترويج بالباطل، ومن ذلك أنهم علموا أنه لا يروج شيء من المكر إلا باستعمال شيء من الشرع، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشيء من الحق"، وحيث أن أحكام الإسلام وهذه الشريعة، أحكام عظيمة فهي أمانة في أعناقنا، وعلينا واجب الدفاع عنها، فلو استُهدف الدين أو أحكامه فنحن بالمرصاد لمن استهدفه، وإذا هوجمت أحكامه فنحن في الدفاع عنها جاهزون، ولكن هذا يحتاج إلى علم وفقه وجهد وثبات وقوة وشجاعة وجرأة في الحق وبصيرة به، ولا بد أن يكون للبدعة إذا أريد الترويج لها شيء مما تطلى به حتى تنطلي، ولذلك يقول الشاطبي رحمه الله: "لا تجد مبتدعاً ممن ينتسب إلى الملة إلا وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي، فينزله على ما وافق عقله وشهوته"، فنحن الآن لا نخشى من أناس يسبون الدين؛ لأن هذا واضح، أي شخص يسمع من يسب الدين سيعلم بأنه عدو واضح، لكن إذا استعمل نصوصاً من الدين في التلبيس، فهذه هي الخشية، هنا تحتاج القضية إلى فهم وعلم؛ ولذلك لما خرج الخارجون على علي رضي الله عنه ماذا رفعوا؟ شعار لا حكم إلا لله، وهذه الكلمة صحيحة في الظاهر، بلا شك، لا حكم إلا لله، لكنهم استعملوها بإرادة وبقصد باطل، فقال علي رضي الله عنه كلمته المشهورة: "كلمة حق أريد بها باطل"، قال الحافظ رحمه الله: "انتزعوها من القرآن وحملوها على غير محملها"، ولذلك لما قال الله عن أهل النفاق {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}(سورة المنافقون:4)، كان لا بد من التمعن والحذر لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لنا: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)) رواه أحمد وهو حديث صحيح، والقلم أحد اللسانين، فسواء كان متكلماً أو كان كاتباً، إذ ليس كل من استعمل نصاً من كتاب أو سنة فهو محق في دعواه، لأنه قد يستعمل حديثاً باطلاً موضوعاً، وقد يستعمل حديثاً صحيحاً لكنه يفسره بغير معناه الشرعي، وقد يستعمله وهو منسوخ، وقد يستعمله وهو مخصَص مثلاً أو من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم فيريد تعميمه، أو يكون خاصاً فيريد أن يجعله عاماً، أو يكون مقيداً فيريد أن يجعله مطلقاً، فالآن عملية التضليل صارت عملية احترافية،المسألة ليست سهلة على أي واحد أن يكتشف الضلال بسرعة، وإنما تحتاج القضية إلى نظر وعلم، لأنه قد يأتيك بآية لكن ليس هذا موضعها، قد يأتيك بحديث لكن ليس هذا معناه، فلا هذا مراد الله من الآية، ولا هذا مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث، ولذلك قال لنا عليه الصلاة والسلام في ((دعاةٍ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها))، قال في وصفهم ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) رواه البخاري ومسلم، فهم في الظاهر مثلنا أو معنا، وفي الباطن مخالفون لنا في أمورهم، كما قال بعض شراح البخاري، وقال الشيخ مُلا علي القاري: "يتكلمون بألسنتنا: أي بالعربية، أو بالمواعظ والحكم، أو بما قال الله وقال رسوله، وما في قلوبهم شيء من الخير، {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}"( سورة الفتح:11)، فليس الطعن في الدين الآن بأن يقال الدين خطأ، أو الدين كذب، أو الدين ضلال، لا، هذه مرحلة انتهت، وأعداء الإسلام يعرفون جيداً أن هذا كلام لا يُقبل، أيُّ مسلم يقرأ مثل هذا الكلام يعرف أنه باطل، لكن لبِّس عليهم بآية ليس هذا موضع الاستدلال بها وليس هذا معناها، ولبِّس عليهم بحديث ليس هذا معناه، هذا هو الفن الآن، و النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا في سنته بالحديث السابق أن هؤلاء يتكلمون بألسنتنا معناها أنهم يستعملون ما نستعمله نحن، والقضية ليست فقط أقوالاً بل أفعالاً أيضاً، ألم يقل الله تعالى في كتابه قاصاً علينا خبر أولئك القوم من المنافقين {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى}(سورة التوبة: 107)، فإذاً هؤلاء أقاموا مسجداً، لكن ليس ليعبد الله فيه ويوحد، وإنما للتفريق بين المؤمنين، وليكون مكاناً للإضرار وتجمع أعداء الله ونحو ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الجنه
مشرف
مشرف
رحيق الجنه


عدد المساهمات : 399
النقاط : 753
التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: بعض الشبه والرد عليها   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالخميس 04 مارس 2010, 5:51 pm

بعض الشبه والرد عليها

والكفار احتجوا على أنبيائهم قديماً بأشياء ظاهرها يمكن أن ينطلي على الشخص الذي ليس عنده علم، مثلاً {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ}(سورة يــس 47)، بمعنى أننا لسنا مجبورين نطعم أناساً لو أراد الله أن يطعمهم أطعمهم، ولماذا نصرف عليهم؟، لو أراد الله أن يطعمهم لأطعمهم، الآن نحن مسؤولون عن الجياع؟، إذا أراد الله أن يطعمه أطعمه، فقد يقول بعض الناس فعلاً لو أراد الله أن يطعمه أطعمه، الكلمة صحيحة لكن الاحتجاج بها على عدم الإنفاق، لاحظ أن المسألة فيها مكر، {أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ}، هو لو شاء الله أطعمه صحيح، لكن الاحتجاج بها على أي شيء، على عدم الإنفاق لأن أول الآية {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَن لَّوْ يَشَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ}(سورة يــس 47)، نعم لو شاء الله أطعمه الله لا يعجزه شيء، لكن الاحتجاج بهذه الكلمة على عدم الإنفاق، هل هو صحيح؟ كلمة حق أريد بها باطل.

وهكذا من الأمثلة الكثيرة مثلاً قالوا: {لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا}(سورة الأنعام: 148)، صحيح لو شاء الله ما أشركوا، لكن هل يجوز الاحتجاج بمشيئة الله الكونية القدرية على صحة الشرك؟، لا، وهكذا، إذاً المسألة الآن فيها أشياء من التلبيس، فيها أشياء من التدليس، ولذلك فإن الله سبحانه وتعالى قص على نبيه مثل هذه،{وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ}(سورة الأنعام:55)، وهنالك مجالات كثيرة حصل فيها من هذا، ونحن نتناول بعض الأمثلة على هذا الموضوع، مثلاً بعض الناس يحتج بعبارة {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}(سورة الكافرون:6)، وهذه آية من القرآن، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، لكن على أي شيء يحتج بها؟، على أن الملل الأخرى صحيحة، اليهودية، النصرانية، البوذية، الهندوسية، السيخية، {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، فهل يجوز أن يقال: كل واحد على دينه الله يعينه، الله يعين المشرك، الله يعين الكافر، الله يعين السيخي والبوذي، هل هذا يصح؟ أو يقال كلهم مؤمنون، كلنا أولاد إبراهيم والملة الإبراهيمية، وعندما نرجع إلى معنى {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ليست هذه الآية إقراراً على الشرك إطلاقاً، ولا قبول له أبداً، ولذلك فإن ابن القيم رحمه الله لما علق عليها قال: "ومعاذ الله أن تكون الآية اقتضت تقريراً لهم أو إقراراً على دينهم أبداً، بل لم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الأمر وأشده عليه، وعلى أصحابه أشدّ على الإنكار عليهم، وعيب دينهم و تقبيحه والنهي عنه والتهديد والوعيد في كل وقت وفي كل ناد، وقد سألوه أن يكفّ عن ذكر آلهتهم وعيب دينهم ويتركونه وشأنه فأبى إلا مضياً على الإنكار عليهم، وعيب دينهم فكيف يقال إن الآية اقتضت تقريره لهم معاذ الله من هذا الزعم الباطل" بدائع الفوائد لابن القيم.

قال شيخ الإسلام في هذه السورة: "هذه كلمة تقتضي براءته من دينهم، ولا تقتضي رضاه بذلك"، كما قال تعالى في الآية الأخرى: {وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ}(سورة يونس:41)، فإذاً {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}، ليس معناها، أن تكون على دينك وأنا علي ديني ولا بأس ولا حرج في ذلك، فليس المعنى إقراره لهم بذلك، فانظر كيف تستعمل الآية في تقرير صحة أديان الكفر، وهذه قضية في غاية الخطورة، ولذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث فروة بن نوفل رضي الله عنه ((لما أتى نبينا عليه الصلاة والسلام فقال يا رسول الله: علمني شيئاً أقوله إذا أويت إلى فراشي، قال: اقرأ قل يا أيها الكافرون فإنها براءة من الشرك)) رواه الترمذي وحسنه ابن حجر وغيره.

إذاً الآية لا تقتضي أبداً إقراراً للكفار لكن من الممكن أن يستعملها بعض المنافقين أو الأعداء في هذا الشأن.


عدل سابقا من قبل رحيق الجنه في الجمعة 05 مارس 2010, 4:34 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رحيق الجنه
مشرف
مشرف
رحيق الجنه


عدد المساهمات : 399
النقاط : 753
التقييم : 12
تاريخ التسجيل : 18/02/2010

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: أساليب الطعن والتشكيك في الدين   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالخميس 04 مارس 2010, 5:53 pm

الحمد لله وأصلي وأسلم على محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أيها الإخوة والأخوات: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



أساليب الطعن والتشكيك في الدين

نحمد الله الذي أنزل علينا ديناً قيماً، ورضيه لنا وقال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}(سورة المائدة:3)، فهو أكمل الأديان وأفضلها وأعلاها وأجلها {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ}(سورة النساء:125)، أمرنا الله أن نتمسك به، وأن لا نموت حتى نكون ثابتين عليه، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}(سورة آل عمران:102)، وأخبرنا أنه لا يقبل غيره، {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ}(سورة آل عمران:85)، وهذا الدين له نصوص من الكتاب والسنة، والوحي المبين، ولقد حاول أعداء الإسلام الطعن فيه والتشكيك ولكن بارت مؤامرتهم وخابت جهودهم، وبقي دين الإسلام منصوراً، وفي العالمين متألقاً، فيه هذا الصوت للنبي بشيراً ونذيراً، ولقد خابت تلك المساعي وعلم أعداؤه أنه لا يمكن القضاء عليه، ولكن لا زالت محاولاتهم في الطعن والتشكيك ومحاولة الترويج بالباطل، ومن ذلك أنهم علموا أنه لا يروج شيء من المكر إلا باستعمال شيء من الشرع، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشيء من الحق"، وحيث أن أحكام الإسلام وهذه الشريعة، أحكام عظيمة فهي أمانة في أعناقنا، وعلينا واجب الدفاع عنها، فلو استُهدف الدين أو أحكامه فنحن بالمرصاد لمن استهدفه، وإذا هوجمت أحكامه فنحن في الدفاع عنها جاهزون، ولكن هذا يحتاج إلى علم وفقه وجهد وثبات وقوة وشجاعة وجرأة في الحق وبصيرة به، ولا بد أن يكون للبدعة إذا أريد الترويج لها شيء مما تطلى به حتى تنطلي، ولذلك يقول الشاطبي رحمه الله: "لا تجد مبتدعاً ممن ينتسب إلى الملة إلا وهو يستشهد على بدعته بدليل شرعي، فينزله على ما وافق عقله وشهوته"، فنحن الآن لا نخشى من أناس يسبون الدين؛ لأن هذا واضح، أي شخص يسمع من يسب الدين سيعلم بأنه عدو واضح، لكن إذا استعمل نصوصاً من الدين في التلبيس، فهذه هي الخشية، هنا تحتاج القضية إلى فهم وعلم؛ ولذلك لما خرج الخارجون على علي رضي الله عنه ماذا رفعوا؟ شعار لا حكم إلا لله، وهذه الكلمة صحيحة في الظاهر، بلا شك، لا حكم إلا لله، لكنهم استعملوها بإرادة وبقصد باطل، فقال علي رضي الله عنه كلمته المشهورة: "كلمة حق أريد بها باطل"، قال الحافظ رحمه الله: "انتزعوها من القرآن وحملوها على غير محملها"، ولذلك لما قال الله عن أهل النفاق {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}(سورة المنافقون:4)، كان لا بد من التمعن والحذر لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال لنا: ((إن أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان)) رواه أحمد وهو حديث صحيح، والقلم أحد اللسانين، فسواء كان متكلماً أو كان كاتباً، إذ ليس كل من استعمل نصاً من كتاب أو سنة فهو محق في دعواه، لأنه قد يستعمل حديثاً باطلاً موضوعاً، وقد يستعمل حديثاً صحيحاً لكنه يفسره بغير معناه الشرعي، وقد يستعمله وهو منسوخ، وقد يستعمله وهو مخصَص مثلاً أو من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم فيريد تعميمه، أو يكون خاصاً فيريد أن يجعله عاماً، أو يكون مقيداً فيريد أن يجعله مطلقاً، فالآن عملية التضليل صارت عملية احترافية،المسألة ليست سهلة على أي واحد أن يكتشف الضلال بسرعة، وإنما تحتاج القضية إلى نظر وعلم، لأنه قد يأتيك بآية لكن ليس هذا موضعها، قد يأتيك بحديث لكن ليس هذا معناه، فلا هذا مراد الله من الآية، ولا هذا مراد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديث، ولذلك قال لنا عليه الصلاة والسلام في ((دعاةٍ على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها))، قال في وصفهم ((هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا)) رواه البخاري ومسلم، فهم في الظاهر مثلنا أو معنا، وفي الباطن مخالفون لنا في أمورهم، كما قال بعض شراح البخاري، وقال الشيخ مُلا علي القاري: "يتكلمون بألسنتنا: أي بالعربية، أو بالمواعظ والحكم، أو بما قال الله وقال رسوله، وما في قلوبهم شيء من الخير، {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}"( سورة الفتح:11)، فليس الطعن في الدين الآن بأن يقال الدين خطأ، أو الدين كذب، أو الدين ضلال، لا، هذه مرحلة انتهت، وأعداء الإسلام يعرفون جيداً أن هذا كلام لا يُقبل، أيُّ مسلم يقرأ مثل هذا الكلام يعرف أنه باطل، لكن لبِّس عليهم بآية ليس هذا موضع الاستدلال بها وليس هذا معناها، ولبِّس عليهم بحديث ليس هذا معناه، هذا هو الفن الآن، و النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا في سنته بالحديث السابق أن هؤلاء يتكلمون بألسنتنا معناها أنهم يستعملون ما نستعمله نحن، والقضية ليست فقط أقوالاً بل أفعالاً أيضاً، ألم يقل الله تعالى في كتابه قاصاً علينا خبر أولئك القوم من المنافقين {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى}(سورة التوبة: 107)، فإذاً هؤلاء أقاموا مسجداً، لكن ليس ليعبد الله فيه ويوحد، وإنما للتفريق بين المؤمنين، وليكون مكاناً للإضرار وتجمع أعداء الله ونحو ذلك.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمدابوضيف
مشرف
مشرف
احمدابوضيف


عدد المساهمات : 515
النقاط : 679
التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 22/02/2010
العمر : 56

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات حق أريد بها باطل   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالجمعة 05 مارس 2010, 12:55 pm

جزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
احمد سعدون
مشرف
مشرف
احمد سعدون


عدد المساهمات : 193
النقاط : 431
التقييم : 13
تاريخ التسجيل : 12/02/2010

كلمات حق أريد بها باطل Empty
مُساهمةموضوع: رد: كلمات حق أريد بها باطل   كلمات حق أريد بها باطل I_icon_minitimeالأربعاء 10 مارس 2010, 8:56 pm

جزاك الله خيرا على هذا المجهود الذى يدل على الغيرة على دين الله تبارك وتعالى لكن حضرتك قلت شبهة والرد عليها فأثرت الشبهة لكن اين الرد مثل شبهة (أنطعم من لو يشاء الله اطعمه )وشبهة (لو شاء الله ما اشركنا) وجزاكم الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كلمات حق أريد بها باطل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات قلبيه
» كلمات اهديها لكل شخص حزين ومهموم
» ثلات كلمات تعتبر ثقافة لايملكها كل الناس

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البداية :: الاقسام الاسلامية :: البداية فى الشبهات والمناظرات-
انتقل الى: